فبرعت (١) ، نطقت بذلك الآثار وصدعت ، خير نساء العالمين أربع.
فصل : إلى البتول سير بالشرف التالد ، وسبق الفخر بالأم الكريمة والوالد حلت في الجيل الجليل ، وتحلت بالمجد الأثيل ، ثم تولت إلى الظل الظليل [الوافر].
وليس يصح في الأفهام شيء |
|
إذا احتاج النهار إلى دليل |
وأبيها إن أم أبيها ، لا تجد لها شبيها ، نثرة النبي ، وطلبة (٢) الوصي ، وذات الشرف المستولي (٣) على الأمد القصي ، كلّ ولد الرسول درج في حياته ، وحملت هي ما حملت من آياته ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، لا فرع للشجرة المباركة من سواها ، فهل جدوى أوفر من جدواها ، والله أعلم حيث يجعل رسالاته ، حفت بالتطهير والتكريم ، وزفت إلى الكفؤ الكريم ، فوردا صفو العارفة والمنة ، وولدا سيدي شباب أهل الجنة ، عوضت من الأمتعة الفاخرة ، بسيدي الدنيا والآخرة ، ما أثقل نحوها ظهرا ، ولا بذل غير درعه مهرا ، كان صفر اليدين من البيضاء والصفراء ، وبحالة لا حيلة معها في إهداء الحلة السّيراء ، فصاهره الشارع وخالله.
وقال في بعض صعلوك لا مال له ، نرفع درجات من نشاء.
فصل : [الطويل]
أتنتهب الأيام أفلاذ أحمد |
|
وأفلاذ من عاداهم تتعدّد (٤) |
ويضحى ويظما أحمد وبناته |
|
وبنت زياد وردها لا يصرّد (٥) |
أفي دينه في أمنه في بلاده |
|
تضيق عليهم فسحة تتورّد |
وما الدين إلا دين جدّهم الذي |
|
به أصدروا في العالمين وأوردوا |
انتهى ما سنح لي ذكره من «درر السمط» وهو كتاب غاية في بابه ، ولم أورد منه غير ما ذكرته ، لأن في الباقي ما تشم منه رائحة التشيع ، والله سبحانه يسامحه بمنه وكرمه ولطفه (٦).
رجع إلى ما كنا بصدده (٧) فنقول : قد ذكرنا في الباب الثاني رسالة أبي المطرف بن عميرة
__________________
(١) ربعت : كانت رابعة. والبتول هنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
(٢) في ب «وطلة الوصي».
(٣) في ج «المستوي».
(٤) في أ«وأفلاذ من عاداهم تتودّد».
(٥) لا يصرّد : لا يقلّل.
(٦) كلمة «ولطفه» ساقط من ب.
(٧) في ب «رجع إلى ما كنا بسبيله».