.........................................
____________________________________
والخِيَرة بكسر الخاء وفتحها ، معناها المختار ، أي رسول الله الذي هو خيرة ربّ العالمين ، إختاره الله تعالى الذي هو المنشىء للخلق ، والمربّي لهم ، والمصلح لشأنهم والعالم بخيرهم.
قال في المجمع : (محمّد خيرتك من خلقك) أي المختار المنتجب (١).
وأهل البيت سلام الله عليهم هم عترة خيرة ربّ العالمين أي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله كما أوضحه وبيّنه وخصّها بهم هو صلوات الله عليه وآله في حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين في قوله : «وعترتي أهل بيتي» كما لاحظته في الحديث الرضوي المتقدّم (٢).
فلا يبقى أدنى ريب ، ولا أقلّ شبهة في أنّ أهل البيت عليهم السلام هم عترة الرسول دون غيرهم ، وإن ادّعاها الغير كذباً.
فقول أبي بكر في السقيفة : (نحن عترة رسول الله) يردّه ما يلي :
أوّلاً : أنّه من بني تيم بن مرّة وليس من بني هاشم ، فكيف بنسل النبي وعشيرته الأقربين حتّى يكون من عترته ، كما هو واضح.
ثانياً:أنّه لو كانت دعواه صحيحة لكانت قريش كلّها عترة واحدة ، بل كانوا بنو مُعد بن عدنان عترة واحدة ، بل كان جميع ولد ىدم عترة واحدة ، وهذا واضح الفساد (٣).
ثالثاً : أنّه يشهد بعدم كونه من العترة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ردّه حينما أمره بتبليغ سورة البراءة ، فهبط عليه جبرئيل عليه السلام بأنّه لا يبلّغها إلاّ هو أو رجل منه. فأنفذ رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام وقال : «علي منّي ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي» (٤). ففعل الرسول يشهد على أنّ أبا بكر ليس من عترته ، بل ليس منه ، فالعترة خاصّة بأهل بيته.
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة خَيَر ص ٢٥٨.
(٢) وتلاحظ مصادر الحديث في إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٣٠٩ ، وغاية المرام : ص ٢١١.
(٣) تلخيص الشافي ، لشيخ الطائفة : ج ٢ ص ٢٤٢.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٢٧٥ ب ٣١ ح ١٠ بطرق الخاصّة ونقله في التلخيص : ج ٢ ص ٢٢٣ في الهامش عن البخاري والترمذي والطبري والسيوطي والشوكاني والمتّقي وابن كثير والخوارزمي والزرقاني والكنجي وابن حجر وغيرهم.