.........................................
____________________________________
وإنّ موسى لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما آمنتني فقال الله جلّ جلاله : (لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ) (١).
يا يهودي إنّ موسى لو أدركني ثمّ لم يؤمن بي وبنبوّتي ما نفعه إيمانه شيئاً ، ولا نفعته النبوّة.
يا يهودي ومن ذرّيتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته فقدّمه وصلّى خلفه» (٢).
واعلم أنّه جاءت هذه الفقرة في البلد الأمين والمستدرك بصيغة : وكهوف الورى ، وجاء بعدها وبدور الدنيا.
وبدور جمع بدر وهو القمر في ليلة تمامه وكاله ، يعني ليلة أربعة عشر من الشهر.
فأهل البيت سلام الله عليهم هم البدور المضيئة التي أنارت العالم ، وهَدَته إلى الطريق الأقوم ، وإستمدّت نورها المتألّق وضيائها المشرق من شمس الهداية في سماء العالم ، رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولو لاهم لهوى الناس في الظلمات وارتكسوا في الداجيات ، كما ترى ذلك في أحاديث تفسير قوله عزّ إسمه : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) (٣) ـ (٤).
فهم البدور الهادية والأقمار المنيرة ، التي إهتدت وتزيّنت بهم عالم الدنيا والآخرة والاُولى.
__________________
(١) سورة طه : الآية ٦٨.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ٣١٩ ب ٧ ح ١.
(٣) سورة الشمس : الآية ١ ـ ٢.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٧٢ ح ١ ـ ٧.