.........................................
____________________________________
وإلى هداه وعبادته.
وأهل البيت سلام الله عليهم هم الأئمّة الحقّ الذين يدعون إلى الله تعالى بالدعوة الحسنى ، كما مرّ بيانه مفصّلاً في الفقرة الشريفة «السلام على الدعاة إلى الله» مع الإستدلال له بالكتاب والسنّة فلاحظ.
ويكفينا دليلاً على عظيم شأن الإمام والإمامة ـ مضافاً إلى ما مرّ من الأدلّة ـ حديث طارق بن شهاب المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو حديث جامع بليغ ، نذكره لعظيم نفعه وفائدته وهذا نصّه :
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : «يا طارق الإمام كلمة الله ، وحجّة الله ، ووجه الله ، ونور الله ، وحجاب الله ، وآية الله ، يختاره الله ، ويجعل فيه ما يشاء ، ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه.
فهو وليّه في سماواته وأرضه ، أخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فمن تقدّم عليه كفر بالله من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء.
ويكتب على عضده : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) (١) فهو الصدق والعدل.
وينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء ، يرى فيه أعمال العباد ، ويلبس اهيبة وعلم الضمير ، ويطّلع على الغيب ، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت ، ويعطى منطق الطير عند ولايته.
فهذا الذي يختاره الله لوحيه ، ويرتضيه لغيبه ، ويؤيّده بكلمته ، ويلقّنه حكمته ويجعل قلبه مكان مشيّته ، وينادي له بالسلطنة ، ويذعن له بالإمرة (٢) ويحكم له بالطاعة.
وذلك لأنّ الإمامة ميراث الأنبياء ، ومنزلة الأصفياء ، وخلافة الله ، وخلافة رسل
__________________
(١) سورة الأنعام : الآية ١١٥.
(٢) الإمرة بالكسر : الإمارة والولاية.