.........................................
____________________________________
كافّة أبيضها وأسودها وأحمرها ، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله صلى الله عليه وآله مبعوث إلى الناس كافّة وذلك قول الله تبارك وتعالى : (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (١) إلى آخر الآية فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمّد نبي ولا أنتم أنبياء؟
فقال : «من قوله تبارك وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله : (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (٢) ، الذي لم يحرّك به لسانه لغيرنا أمره الله أن يخصّنا به من دون غيرها ، فلذلك كان ناجى أخاه عليّاً من دون أصحابه فأنزل الله بذلك قرآناً في قوله : (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (٣) فقال رسو الله صلى الله عليه وآله لأصحابه : سألت الله أن يجعلها اُذنك يا علي ، فلذلك قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة : علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم ففتح كلّ باب ألف باب ، خصّه رسول الله صلى الله عليه وآله من مكنون سرّه بما يخصّ أمير المؤمنين أكرم الخلق عليه ، فكما خصّ الله نبيّه صلى الله عليه وآله خصّ نبيّه صلى الله عليه وآله أخاه علياً من مكنون سرّه بما لم يخصّ به أحداً من قومه ، حتّى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا».
فقال هشام بن عبد الملك : إنّ عليّاً كان يدّعي علم الغيب والله لم يطلع على غيبه أحداً ، فمن اين ادّعى ذلك؟
فقال أبي : «إنّ الله جلّ ذكره أنزل على نبيّه صلى الله عليه وآله كتاباً بيّن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى :
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٨٠.
(٢) سورة القيامة : الآية ١٦.
(٣) سورة الحاقة : الآية ١٢.