.........................................
____________________________________
والأساس العمدة في كلّ عمل هو هذا الاعتقاد الإسلامي الصحيح ، وبدونه لا يُقبل دين ولا يرفع عملٌ ولا ينفع شيء.
قال الله تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (١).
وقد جاءت هذه الشهادات الثلاثة الأركان في هذه الزيارة المباركة التي هي من مفاهيم الإيمان.
(الشهادة الاُولى) : الشهادة بوحدانية الله تعالى.
والشهادة هي الإخبار الجازم بالشيء عن مشاهدةٍ أو ما يقوم مقام المشاهدة من الدلالات الواضحة ، والحجج اللائحة (٢).
وبمعنى الحضور مع المشاهدة أمّا بالبصر أو بالبصيرة (٣).
ومعناها الإخبار القاطع (٤).
فالشهادة بالتوحيد إذاً لابدّ وأن تكون قطعيّة علميّة ، ناشئة من دليل علمي قطعي ، كالمعرفة الحاصلة بالأدلّة العلميّة ، والشواهد اليقينيّة الموجودة في جميع مخلوقاته وأدلّة وحدانيّته التي تدلّ على أنّه واحد ، لا شريك له ولا نظير ، ولا شبيه له ولا عديل.
تلك الدلائل التي توجب للإنسان أن يُحسّ بالوجدان ، بل يَرى بالعيان ، ويدرك بالإيمان ، معرفة الله الواحد القادر الحكيم كما أرشد إليه أمير المؤمنين عليه السلام في حديث ذِعْلب «رأته القلوب بحقائق الإيمان» (٥).
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ٨٥.
(٢) تفسير التبيان : ج ٢ ص ٤١٦.
(٣) المفردات : ص ٢٦٧.
(٤) لسان العرب : ج ٣ ص ٢٣٩.
(٥) الكافي : ج ١ ص ١٣٨ ح ٤.