.........................................
____________________________________
«... وأعطاكم المقاليد ، وسخّر لكم ما خلق ، فعظّمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه» (١).
وللمثال لاحظ كيفية عبادة سيّد أهل البيت أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذلك عبادة سيّدة نساء العالمين ، كذلك عبادة سيّد الساجدين. حتّى تلمس أنّهم كانوا في أقصى درجة تعظيم جلال الله تعالى. ونموذج ذلك عبادة أمير المؤمنين عليه السلام.
ففي حديث عروة بن الزبير قال : كنّا جلوساً في مجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان.
فقال أبو الدرداء : يا قوم ألا اُخبركم بأقلّ القوم مالاً ، وأكثرهم ورعاً وأشدّهم اجتهاداً في العبادة؟
قالوا : مَن؟
قالوا : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ... يا قوم إنّي قائل ما رأيت وليقل كلّ قوم منكم ما رأوا.
شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجّار ، وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممّن يليه ، واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبَعُدَ عليَّ مكانه ، فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجيّ وهو يقول : «إلهي كم من موقبة حلمتَ عن مقابلتها بنقمتك (٢) ، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ، إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ، فما أنا مؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براجٍ غير رضوانك».
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام بعينه ، فاستترت له وأخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثمّ فرغ إلى الدعاء
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٢٤٤ ب ٤ ح ٣٣.
(٢) في المصدر : كم من موبقة حملت عنّي فقابلتها بنعمتك.