.........................................
____________________________________
وتلاحظ أنحاء الذكر في سفينة البحار (١).
وثانياً : كانوا مداومين على عبادة الله المذكّرة بأحسن الوجوه ، وأكثر المقادير في أدوم الأزمان ، بالليل والنهار.
ففي حديث نوف قال : بتُّ ليلة عند أمير المؤمنين عليه السلام فكان يصلّي الليل كلّه ، ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن ، قال : فمرّ بي بعد هدءٍ من الليل فقال : «يا نوف أرقد أنت أم رامق؟
قلت : بل رامق ، أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين.
قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، اُولئك الذين اتّخذوا الأرض بساطاً ، وترابها فراشاً ، وماءها طيباً ، والقرآن دثاراً ، والدعاء شعاراً ، وقرّضوا من الدنيا تقريضاً على منهاج عيسى بن مريم.
إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى عيسى بن مريم : قل للملأ من بني إسرائيل : لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة ، وأبصار خاشعة ، وأكفّ نقيّة ، وقل لهم : اعلموا أنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قِبَله مظلمة» ، الخبر (٢).
وفي حديث حبّة العرني قال : بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقيّة من الليل ، واضعاً يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (٣) إلى آخر الآية.
قال : ثمّ جعل يقرأ هذه الآيات ويمرّ شبه الطائر عقله ، فقال لي : أراقد أنت
__________________
(١) سفينة البحار : ج ١ ص ٤٨٦ ، معاني الأخبار : ص ١٩٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١٦ ب ١٠١ ح ٩.
(٣) سورة البقرة : الآية ١٦٤.