.........................................
____________________________________
يا حبّة أم رامق؟
قال : قلت ك رامق ، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن! فأرخى عينيه فبكى. ثمّ قال لي : «يا حبّة إنّ لله موقفاً ولنا بين يديه موقفاً [موقف ـ خ] لا يخفى عليه شيء من أعمالنا ، يا حبّة إنّ الله أقرب إليّ وإليك من حبل الوريد ، يا حبّة إنّه لن يحجبني ولا إيّاك عن الله شيء.
قال : ثمّ قال : أراقد أنت يا نوف؟
قال : قال : لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد ، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة.
فقال : يانوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله تعالى قرّت عيناك غداً بين يدي الله عزّ وجلّ ، يانوف إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله غلاّ أطفأت بحاراً من النيران ، يانوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله ، وأحبَّ في الله ، وأبغضَ في الله ، يانوف إنّه من أحبّ في الله لم يستأثر على محبّته ، ومن أبغض في الله لم ينل ببغضه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان ، ثمّ وعظهما وذكّرهما وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر ، فقد أنذرتكما.
ثمّ جعل يمرّ وهو يقول : ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنّي أم ناظر إلىّ؟ وليت شعري في طول منامي وقلّة شكري في نعمك علىّ ما حالي؟».
ثالثاً : كانوا موظبين على ذكر الله القرآني ووحيه الرحماني بأتمّ قراءة ، وأحسن كيفية.