.........................................
____________________________________
ففي حديث إبراهيم بن العبّاس قال : كان الرضا عليه السلام يختم القرآن في كلّ ثلاث ، ويقول : «لو اردت أن أختمه في أقلّ من ثلاث لختمته ، ولكن ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أي شيء اُنزلت ، وفي أي وقت ، فلذلك صرت أختم ثلاثة أيّام» (١).
وفي حديث معاوية بن عمّار ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الرجل لا يرى أنّه صنع شيئاً في الدعاء والقراءة ، حتّى يرفع صوته.
فقال : «لا بأس إنّه علي بن الحسين عليهما السلام كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، وكان يرفع صوته حتّى يسمعه أهل الدار ، وإنّ أبا جعفر عليه السلام كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، وكان إذا قام من الليل ، وقرأ رفع صوته فيمرّ به مارّ الطريق من السقّائين وغيرهم ، فيقومون فيستمعون إلى قراءته» (٢).
وذكرهم القرآني الأعلى ثابت حتّى باعتراف غيرنا (٣).
ولم يسبق لهم نظير في التاريخ أن يقرأ أحد القرآن حتّى بعد وفاته ، كما قرأه سيّد الشهداء الحسين عليه السلام بعد شهادته ممّا تلاحظه في النقل المتظافر (٤).
فهم عليهم السلام أعظم الذاكرين لله تعالى ، ذكرهم الله تعالى بالسلام وحيّاهم بالتحيّة والإكرام.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٠٤ ب ٢٤ ح ١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ١٩٤ ب ٢١ ح ٩.
(٣) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد : ج ١ ص ٢٧ ، الإمام الصادق : ج ١ ص ٥٣ ـ ٥٤.
(٤) معالي السبطين : ج ٢ ص ٦٨.