.........................................
____________________________________
كما تلاحظ ذلك بوضوح في سيرتهم وحياتهم ، وفي سفرهم وإقامتهم ، حتّى في حروبهم وسجونهم.
وغني عن البيان صلاة أمير المؤمنين عليه السلام (١).
وصلاة الإمام السجّاد عليه السلام (٢).
وصلاة الإمام الكاظم عليه السلام (٣).
نقل أحمد بن عبد الله عن أبيه قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي : أشرفْ على هذا البيت وانظر ما ترى؟
فقلت : ثوباً مطروحاً.
فقال : انظر حسناً.
فتأمّلت فقلت : رجل ساجد.
فقال لي : تعرفه؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّده الليل والنهار ، فلم أجده في وقت من الأوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلّي الفجر فيعقّب إلى أن تطلع الشمس ، ثمّ يسجد سجدة ، فلا يزال ساجداً حتّى تزول الشمس ، وقد وكّل من يترصّد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد وضوء ، وهو دأبه ، فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثمّ يجدّد الوضوء ثمّ يسجد ، فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتّى يطلع الفجر.
وقال بعض عيونه : كنت أسمعه كثيراً يقول في دعائه : «اللهمّ إنّك تعلم أنّني كنت أسألك أن تفرّغني ...» (٤).
ولقد شهد بسموّ عباداتهم حتّى غير شيعتهم ، كما تقدّم عن أبي الحديد في
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١١.
(٢) سفينة البحار : ج ٦ ص ٣٨٧.
(٣) بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ١٠٠ ب ٣٩ الأحاديث.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ١٠٧ ب ٣٩ ح ٩.