.........................................
____________________________________
شرحه حيث قال في صلاة أمير المؤمنين عليه السلام :
وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على وِرده أن يُبسط له نطعٌ بين الصفّين ليلة الهرير ، فيصلّي عليه ورْدَه ، والسهام تقع بين يديه وتمرّ على صِماخيه يميناً وشمالاً ، فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتّى يفرغ من وظيفته! ثمّ قال : وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ، ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله ، وما يتضمّنه من الخضوع لهيبته ، والخشوع لعزّته والاستخذاء له ، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص ، وفهمت من أي قلب خرجت ، وعلى أي لسان جرت!
وقيل لعلي بن الحسين عليه السلام ـ وكان الغاية في العبادة : أين عبادتك من عبادة جدّك؟
قال : «عبادتي عند عبادة جدّي كعبادة جدّي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله» (١).
فإقامة الصلاة وإتمام العبادات كانت بأهل بيت العصمة سلام الله عليهم كما في حديث الإمام الرضا عليه السلام :
«بالإمام تمام الصلاة والصيام والحجّ والجهاد ...» (٢).
وأهل البيت سلام الله عليهم قد أتمّوا الحجّة ، وأوضحوا المحجّة في بيان الحثّ على الصلوات ، والمحافظة عليها في جميع الأوقات ، والترغيب إليها في جميع المناسبات كما تشاهده في أحاديثهم الوافية (٣).
وقد بيّنوا حدود الصلاة وأبوابها وأحكامها بجميع سننها وآدابها.
وقد فسّر الشهيد الأوّل قدس سره حديث (إنّ للصلاة أربعة آلاف حدّ) بواجباتها ومندوبها ، فجعل أحكام الواجبات ألفاً وصنّف لها كتاب الألفية ، وجعل مندوباتها
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ج ١ ص ٢٧.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠.
(٣) بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١ ب ٦ الأحاديث.