.........................................
____________________________________
فقال : ما أحد في هذا البلد يعرفه غيري ، أو قال يعبده.
فراح عليه السلام متعجّباً وقال : هذا أعبد أهل الدنيا» (١).
وأهل البيت عليهم السلام هم المثل الأعلى وأصحاب الدرجة القصوى في هذا المقام الأوفى.
ودليله ما عرفت من نطق الله تعالى به في آية الرضا المتقدّمة.
خصوصاً سيّدنا ومولانا الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي هو التجلّي الأعظم لهذا المقام المكرّم ، مضافاً إلى أنّه رضى به المخالفون من أعدائه كما رضى به الموافقون من أوليائه.
ففي حديث البزنطي قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن علي بن موسى عليهم السلام : إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده؟
فقال عليه السلام : «كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سمّاه بالرضا عليه السلام لأنّه كان رضي لله عزّ وجلّ في سمائه ، ورضي لرسوله والأئمّة بعده صلوات الله عليهم في أرضه.
قال : فقلت له : ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضي الله عزّ وجلّ ولرسوله والأئمّة بعده عليهم السلام؟
فقال : بلى.
فقلت : فلِمَ سمّي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا؟
قال : لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي بن الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من أبائه عليهم السلام فلذلك سمّي من بينهم الرضا عليه السلام» (٢).
وهو الإمام الرؤوف العطوف والرضيّ المرضي ، فعليه صلوات الله الربّ العلي.
__________________
(١) سفينة البحار : ج ٣ ص ٣٦٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٤ ب ١ ح ٥.