.........................................
____________________________________
في تفسير قوله عزّ إسمه : (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (١) جاء فيه : «وإذنه أمره لها بالإيمان» (٢).
وأن ترفع : فسّر بمعنى أن ترفع بالتعظيم ورفع القدر من الأرجاس ، والتطهير من المعاصي والأدناس.
وقيل : رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى ، أو عمومها مع الرفع بالبناء ، حيث قال المفسّر المشهدي : والأولى الحمل على الأعمّ منهما ومن الرفع بالبناء ، ثمّ قال (ويذكر فيها إسمه عام فيما يتضمّن ذكره) (٣).
واعلم أنّ في نسخة المصباح للكفعمي هنا بعد هذه الفقرة إضافة كثيرة جاء فيها : «تولّى عزّ ذكره تطهيرها ، ورضى من خلقه بتعظيمها ، فرفعها على كلّ بيت قدّسه ، وأعلاها على كلّ بيت طهّره في السماء ، لا يوازيها خطر ، ولا يسمو إلى سمائها النظر ، ولا يقع على كنهها الفكر ، ولا يطمح إلى أرضها البصر ، ولا يغادر [ولا يعادل] سكّانها البشر ، يتمنّى كلّ أحد أنّه منكم ، ولا يتمنّون [تتمنّون] أنّكم من غيركم ، إليكم انتهت المكارم والشرف ، وفيكم استقرّت الأنوار والعزم والمجد والسؤدد ، فما فوقكم أحد إلاّ الله ، ولا أقرب إليه ، ولا أخصّ لديه ، ولا أكرم عليه حجّة ، أو أفل منكم عَلَم أطلع الله على خلقه (لخلقه نسخة) من عقب الماضي خَلَفاً إماماً ونوراً هادياً ، وبرهاناً مبيّناً نيّراً ، داعياً عن داع ، وهادياً بعد هادٍ ، وخزنة وحفظة ، لا يفيض بكم غوره ، ولا تنقطع عنكم موادّه ، ولا يسلب منكم أريجه ، سبباً موصولاً من الله إليكم ، ورحمة منه علينا ، يرشدنا إليه ، ويقرّبنا منه ويزلفنا لديه».
__________________
(١) سورة يونس : الآية ١٠٠.
(٢) مرآة الأنوار : ص ٥٨.
(٣) كنز الدقائق : ج ٩ ص ٣١٢.