وَطَهارَةً لاِنْفُسِنا (١) وَتَزْكِيَةً لَنا (٢)
____________________________________
(١) ـ وطهارة لأنفسنا ، أي وتكونان يعني الصلوات والولاية سبباً لطهارة أي نزاهة أنفسنا أي أرواحنا.
فإ،ّ التطهّر هو التنزّه عن لوث الأرجاس والأنجاس والمعاصي والنقائص الظاهرية والباطنية.
والصلوات والولاية توجبان طهارة الباطن والنفس وصفائها ، وخلوصها عن الرذائل ، وتحليتها بالفضائل.
فإنّ ذكرهم مع ولايتهم عبادة مقبولة ومغفرة موفورة تقتضي القرب إليهم في الصفات الفضائل ، والبعد عن أعداءهم أصحاب الصفات الرذائل.
وخير صفاءٍ للروح وكرامة للباطن يكون بإزدياد الولاء لأهل البيت عليهم السلام وارتقاء درجات الإيمان بهم ، كما تلاحظه في صفوة أصحابهم ، وخُلّص المؤمنين بهم ، من دون حاجة إلى الرياضات الباطلة.
فإنّ الولاء لهم يوجب الإطاعة لهم ، إذ المحبّ مطيعٌ لمن أحبّ ، وطاعتهم هي طاعة الله تعالى.
لذلك تكون الولاية محصّلة للتقوى التي هي طاعة الله في إتيان الواجبات وترك المحرّمات فتوجب طهارة النفس وتزكية الإنسان.
(٢) ـ أي تطهيراً لنا من الأعمال القبيحة ، والعقائد الفاسدة ، والآراء الباطلة.
إذ التزكية هي : التطهير من الأخلاق الذميمة الناشئة من شَرَه البطن والكلام ، والغضب ، والحسد ، والبخل ، وحبّ الجاه ، وحبّ الدنيا ، والكبر ، والعجب (١).
والزكاة هو : ما أخرجته من مالك لتطهّره به ، وزكى المال أي : نمى وزاد ،
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٤١.