وَلا يَطْمَعُ فى اِدْراكِهِ طامِعٌ (١) حَتّى لا يَبْقى (٢)
____________________________________
(١) ـ يقال : طمع في الشيء : إذا حرص عليه ورجاه ، ولا مطمع له في هذا الأمر أي أنّه يائس منه ولا أمل له فيه.
فالمعنى أنّه لا يرجو راجٍ من الأنبياء والأوصياء والملائكة الإدراك والوصول إلى المقام الأسمى الذي وصلتم إليه أنتم أهل البيت.
فإنّهم يعلمون أنّه موهبة خاصّة من الله تعالى لكم ، فلا يمكن الوصول إليه بالسعي والجدّ والإجتهاد ، ولا يشاركهم أحد فيه من العباد.
كما تعرف كلّ ذلك من الحديث العلوي الشريف الذي جاء فيه :
«فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، فهم خاصّة الله وخالصته ، وسرّ الديّان وكلمته ، وباب الإيمان وكعبته ، وحجّة الله ومحجّته ، وأعلام الهدى ورايته ، وفضل الله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحقّ وعصمته ، ومبدؤ الوجود وغايته ، وقدرة الربّ ومشيّته ، واُمّ الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وآية الذكر وتراجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته ...» (١).
(٢) ـ أي حتّى لم يبق في عالم الأرواح ولا في عالم الأجساد من سائر أصناف الموجودات ، إلاّ وعرّفهم الله تعالى في الكتب الإلهية والصحف السماوية على ألسنة الأنبياء والمرسلين جلالة أمركم.
بل إنّ ولايتهم جعلت في فطرة المكلّفين ، وميثاق اُخذت حتّى من الأنبياء والمرسلين.
كما تدلّ على ذلك الأحاديث الكثار التي عقد لها باب مستقلّ في البحار يشتمل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٧٤ ب ٣ ح ٣٨.