.........................................
____________________________________
فقال : فواللات والعزّى ، لا اُؤمن بك حتّى يؤمن بك هذا الضبّ. وألقى الضبّ من كمّه.
قال : فعدا الضبّ ليخرج من المسجد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : «يا ضبّ» فالتفت إليه فقال صلى الله عليه وآله له : «من أنا؟».
فقال : أنت محمّد رسول الله.
فقال النبي صلى الله عليه وآله : من تعبد.
فقال : أعبد من اتّخذ إبراهيم خليلاً ، وناجى موسى كليماً ، وإصطفاك حبيباً.
فقال الأعرابي : سبحان الله ، ضبّ إصطدته بيدي ، لا يفقه ولا يعقل ، كلّم محمّداً وشهد له بالنبوّة ، لا أطلب أثراً بعد عين ، أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله.
وأنشأ يقول :
ألا رسول الله إنّك صادق |
|
فبوركت مهديّاً وبوركت هاديا |
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما |
|
غدونا كأمثال الحمير الطواغيا |
فياخير مدعوٍّ ويا خير مرسل |
|
إلى الإنس ثمّ الجنّ لبّيك داعيا |
فنحن أناس من سليم عديدنا |
|
أتيناك نرجو أن ننال العواليا |
فبوركت في الأقوام حيّاً وميّتاً |
|
وبوركت طفلاً ثمّ بوركت ناشيا |
فقال النبي صلى الله عليه وآله : «علّموا الأعرابي» فعُلّم سوراً من القرآن» (١).
__________________
(١) الثاقب في المناقب : ص ٧٣.