.........................................
____________________________________
في الحديث (١).
ولا عجب في أن تعرض ولايتهم حتّآ على الجمادات فتصدّقها الطيّبات منها ، بقدرة الله تعالى التي تُنطق كلّ شيء ، وتخلق الشعور في الأشياء.
كما يشهد به النظائر في الكتاب الكريم ، وكذلك الروايات التي ورد فيها نطق الجمادات إعجازاً.
فاسرح الفكر في قوله تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (٢).
وقوله تعالى : (قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (٣).
وتدبّر في الأحاديث التي تبيّن نطق الحيوانات بأمر المعصومين عليهما السلام وإعجازهم كحديث ابن عبّاس المروي من طريق الفريقين.
قال : خرج أعرابي من بني سليم يدور في البرية ، فصاد ضبّاً فصيّره في كمّه وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ، وقال : يا محمّد ، أنت الساحر الكذّاب الذي تزعم أنّ في السماء إلهاًَ بعثك إلى الأسود والأبيض؟ فواللات والعزّى لو لا أن يسمّيني قومي العجول لضربتك بسيفي حتّى أقتلك.
فقام عمر بن الخاب ليطش به ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : «مهلاً يا أبا حفص ، فإنّ الحليم كاد أن يكون نبيّاً».
ثمّ قال النبي صلى الله عليه وآله : «يا أخا بني سليم ، هكذا تفعل العرب؟ تأتينا في مجالسنا وتهجونا بالكلام! أسلم يا أعرابي فيكون لك ما لنا ، وعليك ما علينا ، وتكون في الإسلام أخانا».
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢٨٠ ب ١٧ ح ٤.
(٢) سورة الإسراء : الآية ٤٤.
(٣) سورة فصّلت : الآية ٢١.