.........................................
____________________________________
وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم صلوات الله عليهم ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم.
فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي وأئمّة بريّتي ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم [و] لهم ولمن تولاّهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري.
فمن ادّعى منزلتهم منّي ومحلّهم من عظمتي عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين ، وجعلته مع المشركين في أسفل دركٍ من ناري.
ومن أقرّ بولايتهم ولم يدّع منزلتهم منّي ومكانهم من عظمتي جعلتهم معهم في روضات جنّاتي ، وكان لهم فيما ما يشاؤون عندي ، وأبحتهم كرامتي وأحللتهم جواري ، وشفّعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي ، فولايتهم أمانة عند خلقي فأيّكم يحملها بأثقالها ويدّعيها لنفسه دون خيرتي؟
فابت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ، وأشفقن من ادّعاء منزلتها وتمنّي محلّها من عظمة ربّها.
فلمّا أسكن الله عزّ وجلّ آدم وزوجته الجنّة قال لهما : (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ) يعني شجرة الحنطة (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (١) فنظر إلى منزلة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة [من] بعدهم فوجداها اشرف منازل أهل الجنّة فقالا : يا ربّنا لمن هذه المنزلة؟
فقال الله جلّ جلاله : ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي ، فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة [بعدهم] صلوات الله عليهم
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٣٥.