.........................................
____________________________________
ويدلّ على هذا المعنى أيضاً حديث مروان بن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «إنّ الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدلّ عليه وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عُشب الأرض ، وبعبادتنا عُبد الله ولو لا نحن ما عبد الله» (١).
وفي الزيارة الحسينية الشريفة المروية عن الإمام الصادق عليه السلام بسند صحيح : «بكم تنبت الأرض أشجارها ، وبكم تخرج الأرض ثمارها ، وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها ، وبكم يكشف الله الكرب ، وبكم ينزّل الله الغيث ، وبكم تسبّح الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقرّ جبالها عن [على] مراسيها» (٢).
(ج) : لأجل أنّهم لو لم يكونوا على الأرض لساخت وإنخسفت الأرض بأهلها ، وماجت كما تموج البحار كما ورد في حديث أبي حمزة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :
__________________
وجاء الحديث الشريف في العوالم : ج ٧ قسم ١ ص ٣٥٠ ، وعلل الشرائع : ج ١ ص ١٧٣.
واعلم أنّه لا إشكال في دخول لو لا في هذا الحديث على الضمير كما توهّمه بعض المغرضين ، بل هو صحيح لغةً كما نصّ عليه في المعجم الوسيط : ج ٢ ص ١٤٧ بل يدلّ على فصاحته مضافاً إلى صحّته الإستعمال القرآني في قوله عزّ إسمه في سورة سبأ : الآية ٣١ (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ).
وفي الجنّة العاصمة بسند آخر «يا أحمد لو لاك لما خلقت الأفلاك ، ولو لا علي لما خلقتك ، ولو لا فاطمة لما خلقتكما ...».
(١) الكافي : ج ١ ص ١٤٤ ح ٥.
(٢) الكافي : ج ٤ ص ٥٧٥ ح ٢ ، والفقيه : ج ٢ ص ٥٩٦ ب ٢ ح ٣١٩٩ ، والتهذيب : ج ٦ ص ٥٥ ب ١٦ ح ١.