.........................................
____________________________________
إلاّ ووزرُ ذلك في أعناقهما ، من غير أن ينقص من أوزار العالمين شيء» (١).
٢ ـ حديث سدير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عنهما؟
فقال : «يا أبا الفضل! ما تسألني عنهما؟! فو الله ما مات منّا ميّت قطّ إلاّ ساخطاً عليهما ، وما منّا اليوم إلاّ ساخطاً عليهما يوصّي بذلك الكبير منّا الصغير ، إنّهما ظلمانا حقّنا ، ومنعنانا فيئنا ، وكانا أوّل من ركب أعناقنا وبثقا (٢) علينا بَثْقاً في الإسلام لا يسكر أبداً حتّى يقوم قائمنا أو يتكلّم متكلّمنا.
ثمّ قال : أما والله لو قد قام قائمنا وتكلّم متكلّمنا لأبدى من اُمورهما ما كان يُكْتَم ، وَلَكَتَمَ من اُمورهما ما كان يظهر.
والله ما اُسّست من بليّة ولا قضيّة تجري علينا أهل البيت إلاّ هما أسّسا أوّلها ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (٣).
لذلك كلّه تعرف الوجه في البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام ، ويتّضح الدليل لقوله عليه السلام في هذه الزيارة الشريفة «كافر بعدوّكم».
وأمّا قوله عليه السلام : «وبما كفرتم به» فمعناه : إنّي كافرٌ ومنكرٌ لكلّ ما كفرتم به وأنكرتموه وإن لم أعلمها تفصيلاً. فإنّ ما كفر به أهل البيت عليهم السلام وأنكروه هو الطاغوت بجميع أفراده من المشركين والكافرين والمنافقين ، وبجميع أعمال الطاغوت من المعاصي والمنكرات والسيّئات والأباطيل.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ١٤٩ ب ٢٠ ح ٤.
(٢) من قولهم : بثق النهر : انكسر شطّه ، أي ثلما علينا ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء ، ويقال : بثقت الماء بثقاً ـ من بابي ضرب وقتل ـ : إذا أهرقته.
اُنظر : مجمع البحرين : ص ٤٢٤
(٣) بحار الأنوار : ج ٣٠ ص ٢٦٩ ب ٢٠ ح ١٣٨.