.........................................
____________________________________
وأرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟ فلو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي ، أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا؟ فأحياهم الله تعالى من بعد موتهم.
وكلّ شي ذكرته لك لا تقدر على دفعه ، لأنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به» (١).
٣ ـ حديث الإمامين الصادقين عليهما السلام في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) (٢) فقال : «إنّ هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين ألف بيت ، كان الطاعون يقع فيهم في كلّ أوان ، وكانوا إذا أحسّوا به خرج الأغنياء لقوّتهم ، وبقي الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين خرجوا ويكثر في الذين أقاموا ، قال : فاجتمع رأيهم جميعاً أنّهم إذا أحسّوا بالطاعون خرجوا من المدينة كلّهم ، فلمّا أحسّوا بالطاعون خرجوا جميعاً وتنحّوا عن الطاعون حذر الموت ، فساروا في البلاد ما شاء الله.
ثمّ إنّهم مرّوا بمدينة خربة قد جلا أهلها وأفناهم الطاعون ، فنزلوا بها فلمّا حطّوا رحالهم قال لهم الله : موتوا جميعاً ، فماتوا من ساعتهم ، وصاروا ميماً وكانوا على طريق المارّة ، فجمعوهم في موضع فمرّ بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل يقال له : حزقيل ، فلمّا رأى تلك العظام بكى واستعبر وقال : ربّ لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتّهم فعمّروا بلادك ، وولدوا عبادك ، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك.
فأوحى الله إليه أفتحبّ ذلك؟
قال : نعم يا ربّ فأوحى الله إليه أن قل كذا وكذا ، فقال الذي أمره ، إلى أن يقول ... قال أبو عبد الله عليه السلام : وهو الاسم الأعظم ، قال : فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام ونظر
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠ ص ٣٠٣ ب ١٩ ح ١ ، عن عيون أخبار الرضا : ج ١ ص ١٥٩ ب ١٢ ح ١ ، التوحيد : ص ٤٧٧ ح ١.
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٤٣.