.........................................
____________________________________
أو فيما يلزم عليهم أن يتعلّمونه من تأويل الآيات ، فرسوخهم يقتضي حضور العلم عندهم.
٢ ـ قوله تعالى : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (١) فقد فسّر بهم عليهم السلام في حديث هارون بم حمزة ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : «هم الأئمّة عليهم السلام خاصّة» (٢).
ولو لم يكن علمهم حاضراً لما صدق عليهم أنّهم اُوتوا العلم ، وكيف يكون ثابتاً في صدورهم لو لم يعلموا من لدن حكيم خبير.
٣ ـ قوله تعالى : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ) (٣) فقد دلّت هذه الآية المباركة على أنّ النبي صلى الله عليه وآله لا ينطق إلاّ عن الوحي ، وتعليم من الله عزّ وجلّ ، من دون أن يذكر لذلك التعليم حدّاً وللوحي قيداً .. علماً بأنّ حديث أهل البيت عليهم السلام حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وينتهي إلى الله عزّ وجلّ كما صرّحت به الأحاديث العديدة منها :
حديث هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : «حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن , وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله قول الله عزّ وجلّ» (٤).
هذا كتاباً ، وأمّا سنّةً فقد ثبتت حضورية علمهم بالأدلّة القطعيّة المتظافرة المبيّنة
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٤٩.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢١٤ ، باب إنّ الأئمّة قد اُوتوا العلم وأثبت في صدورهم ح ٤ وفيه خمس أحاديث.
(٣) سورة النجم : الآيات ٣ ـ ٥.
(٤) الكافي : ج ١ ص ٥٣ ح ١٤.