.........................................
____________________________________
قلت : الله أعلم ورسوله ووليّه.
قال : كنّا في الجزيرة السابعة من الصين أخطب كما رأتني ، إنّ الله تبارك وتعالى أرسل رسوله إلى كافّة الناس ، وعليه أن يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم إلى الصراط المستقيم ، وأشكر ما أوليتك من نعمة ، وأكتم من غير أهله ، فإنّ لله تعالى ألطافاً خفيّة في خلقه ، لا يعلمها إلاّ هو ومن ارتضى من رسول.
ثمّ قالوا : أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس لقتال معاوية؟
فقال : إنّ الله تعبّدهم بمجاهدة الكفّار والمنافقين ، والناكثين ، والقاسطين ، والمارقين.
والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة ، وضربت بها صدر معاوية بالشام ، وأجذب بها من شاربه ـ أو قال من لحيته ـ فمدّ يده وردّها وفيها شعرات كثيرة فتعجّبوا من ذلك. ثمّ وصل الخبر بعد مدّة أنّ معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان عليه السلام مدّ يده ، وغشي عليه ، ثمّ أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات» (١).
إلى غير ذلك ممّا اُعطوا دون العالمين ، من خصائصهم السامية الواردة في زياراتهم العالية ، خصوصاً هذه الزيارة السادسة المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام التي تضمّنت المواهب الربّانية التي حازوها هم عليهم السلام دون الخلق ، فتدبّر في المعالي الشريفة التي جاءت في تلك الزيارة أيضاً :
«... السلام على مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، صاحب السوابق والمناقب والنجدة ومبيد الكتائب ، الشديد الباس ، العظيم المراس ، المكين الأساس
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٧ ص ٣٤٤ ب ١ ح ٣٦.