.........................................
____________________________________
الباقية ، والكلمة التامّة ، والحجّة البالغة.
ولقد أرسل إليّ معاوية جاهلاً من جاهليّة العرب عجرف في مقاله ، وأنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحناً ، ونسفت الأرض من تحته نسفاً ، وخسفتها عليه خسفاً ، إلاّ أنّ احتمال الجاهل صدقة.
ثمّ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي صلى الله عليه وآله. وأشار بيده إلى الجوّ فدمدم ، وأقبلت غمامة وعلت سحابة ، وسمعنا منها نداءً يقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ويا سيّد الوصييّن ويا إمام المتّقين ، ويا غياث المستغيثين ، ويا كنز المساكين ، ومعدن الراغبين.
وأشار إلى السحابة فدنت!
قال ميثم : فرأيت الناس كلّهم قد أخذتهم السكرة ، فرفع عليه السلام رجله وركب السحابة وقال لعمّار : اركب معي وقل : (بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) فركب عمّار وغابا عن أعيننا ، فلمّا كان بعد ساعة أقبلت سحابة حتّى أظلّت جامع الكوفة ، فالتفتُّ فإذا مولاي جالس على دكّة القضاء؟
وعمّار بين يديه : والناس حافّون به ثمّ قام وصعد المنبر ، وأخذ بالخطبة المعروفة بالشقشقيّة. فلمّا فرغ اضطرب الناس! وقالوا فيه أقاويل مختلفة. فمنهم من زاده الله إيماناً ويقيناً! ومنهم من زاده كفراً وطغياناً.
قال عمّار : قد طارت بنا السحابة في الجوّ ، فما كان هنيئة حتّى أشرفنا على بلد كبير حواليها أشجار وأنهار ، فنزلت بنا السحابة وإذا نحن في مدينة كبيرة ، والناس يتكلّمون بكلام غير العربية ، فاجتمعوا عليه ولاذوا به ، فوعظهم وأنذرهم بمثل كلامهم ، ثمّ قال : يا عمّار اركب ففعلت ما أمرني ، فأدركنا جامع الكوفة ثمّ قال لي : يا عمّار تعرف البلدة التي كنت فيها؟