وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ (١) كَلامُكُمْ نُورٌ (٢)
____________________________________
(١) ـ أي وما أصدق وعدكم ، والوعد في الخير.
وقد صدقهم الله تعالى وعده ، وهو أصدق الصادقين.
كما صدقوا هم في وعدهم مع الناس.
حيث إنّهم أهل آية الصادقين. وقد تقدّم بيانه ودليله في فقرة «الصادقون».
(٢) ـ النور : هو الضوء المنتشر ، والكيفية الظاهرة بنفسها المُظهرة لغيرها.
وُصف به كلام أهل البيت عليهم السلام لأنّه علمٌ وهداية نَوَّر القلوب ، ونوّر العالَم ، فكان كلامهم نوراً في نفسه ، ومنوّراً بالهداية لغيره ، ومجلّياً مذهِباً للعمى والظلمة عن الناس.
وذلك لما يلي :
أوّلاً : أنّهم مخلوقون من نور عظمة الله تعالى فكانوا بشراً نورانيين ، ومن الواضح أنّ كلامهم شعاع منهم ، ولا يشعّ من النور إلاّ النور.
وتلاحظ خلقتهم النورية في حديث الإمام الصادق عليه السلام (١).
وحديث أمير المؤمنين عليه السلام (٢).
وتفصيل البيان والدليل مرّ في فقرة «خلقكم الله أنواراً».
ثانياً : أنّهم عليهم السلام نور الله عزّ وجلّ ، ومظاهر نوره في السماوات والأرض ، ينوّر الله بهم قلوب المؤمنين ، فكان كلامهم نوراً.
وتلاحظ حديث ذلك في مجامعنا (٣) ومضى البيان والدليل في فقرة «ونوره».
وقد ورد في زيارة الإمام الحجّة عليه السلام : «السلام عليك يا نور الله الذي يهتدي به
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٣٨٩ ح ٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١ ب ١٣ ح ١.
(٣) الكافي : ج ١ ص ١٩٤ ح ١.