وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى (١)
____________________________________
(١) ـ الوصيّة : هو العهد.
والتقوى في اللغة : فرط الصيانة ، وفي العرف : صيانة النفس عمّا يضرّها في الآخرة وقصرها على ما ينفعها فيها ، ولها ثلاث مراتب كما تقدّم بيانه (١). ، وتقدّم التفصيل في فقرة : «وأعلام التقى».
وقلنا : إنّ أجمع وألطف تفسير للتقوى هو ما في الحديث الصادقي عليه السلام :
«أن لا يفقدك حيث أمرك ، ولا يراك حيث نهاك» (٢).
وأهل البيت عليهم السلام هم سادة المتّقين ، ولم يزالوا يوصون بالتقوى الخلق أجمعين ، أرشدوا الناس إليها وحثّوهم عليها بالقول والعمل ، فكانوا في ذلك الاُسوة والقدوة ، شهد لهم بذلك الولي والعدوّ.
فقد روى سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) (٣) علي بن أبي طالب عليه السلام خاف فانتهى عن لمعصية ، ونهى عن الهوى نفسه.
(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) (٤) خاصّاً لعلي عليه السلام ومن كان على منهاجه هكذا عامّاً.
وروى قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) (٥) هو علي بن أبي طالب عليه السلام سيّد من اتّقى عن ارتكاب الفواحش.
ثمّ ساق التفسير إلى قوله : (جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ) (٦) لأهل بيتك خاصّاً لهم وللمتّقين عامّاً.
وفي تفسير أبي يوسف : يعقوب بن سفيان ، عن مجاهد وابن عبّاس (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ١٣٦.
(٢) سفينة البحار : ج ٨ ص ٥٥٨.
(٣) سورة النازعات : الآية ٤٠.
(٤) سورة النازعات : الآية ٤١.
(٥) سورة النبأ : الآية ٣١.
(٦) سورة النبأ : الآية ٣٦.