.........................................
____________________________________
فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ) (١) من اتّقى الذنوب علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام.
وروى الأصبغ بن نباتة قال علي عليه السلام : «دخلت بلادكم بأشمالي هذه ورحلتي وراحلتي ها هي ، فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنّني من الخائنين».
وفي رواية : «يا أهل البصرة ما تنقمون منّي ، إنّ هذا لمن غزل أهلي؟» ـ وأشار إلى قميصه ـ.
وترصّد غداءه عمرو بن حريث ، فأتت فضّة بجراب مختوم ، فأخرج منه خبزاً متغيّراً خشناً.
فقال عمرو : يا فضّة لو نخلت هذا الدقيق وطيّبتيه.
قالت : كنت أفعل فنهاني ، وكنت أضع في جرابه طعاماً طيّباً فختم جرابه.
ثمّ إنّ أمير المؤمنين عليه السلام فتّه في قصعة ، وصبّ عليه الماء ، ثمّ ذرّ عليه الملح وحسر عن ذراعه ، فلمّا فرغ قال : يا عمرو لقد حانت هذه ـ ومدّ يده إلى محاسنه ـ وخسرت هذه أن اُدخلها النار من أجل الطعام ، وهذا يجزيني.
ورآه عدي بن حاتم وبين يديه شنّة فيها قراح ماء وكسرات من خبز شعير وملح ، فقال : إنّي لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظلّ نهارك طاوياً مجاهداً وبالليل ساهراً مكابداً ، ثمّ يكون هذا فطورك ، فقال عليه السلام :
علّل النفس بالقنوع وإلاّ |
|
طلبت منك فوق ما يكفيها (٢) |
هذه سيرتهم في التقوى عملاً ، وقد أوصوا بها قولاً أيضاً.
ففي الرسالة الجليلة للإمام الصادق عليه السلام في جواب النجاشي : «واعلم أنّ
__________________
(١) سورة المرسلات : الآية ٤١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٠ ص ٣٢٠ ـ ٣٢٥ ب ٩٨.