وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ (١)
____________________________________
(١) ـ يقال : أتممت الشيء بمعنى : أكملته ، ومنه قوله تعالى : (مُتِمُّ نُورِهِ) (١) أي مكمّله (٢) فتمّت الكلمة تكون بمعنى كملت الكلمة.
وفي الكلمة معنيان :
الأوّل : بمعنى تمّت كلمة التوحيد.
فيكون بموالاتكم التوحيد التامّ الكامل. إشارة إلى حديث سلسلة الذهب المرويّة عن الإمام الرضا عليه السلام وقد تقدّم ذكره في الشهادة الاُولى (٣).
الثاني : بمعنى تمّت كلمة الإيمان والدين.
فيكون بموالاتكم الإيمان والدين الكامل.
إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٤) ـ (٥).
فولاية أهل البيت عليهم السلام هو الركن الركين في حقيقة الدين ، والمكمّل لشريعة سيّد المرسلين ، والضمين لإمتداد الإسلام الذي يريده ربّ العالمين.
الإسلام الذي يريده الله تعالى الذي هو الحكيم في تدبيره ، والعليم بالطريق الائح والفرد الصالح للدين القويم.
وينحصر اختيار الطريق الصحيح والفرد الصالح بذاته المقدّسة : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (٦).
ولا اختيار لمن لا يعلم ما تخفى الصدور ، وما تكنّ الضمائر كما في حديث سعد
__________________
(١) سورة الصف : الآية ٨.
(٢) مجمع البحرين : ص ٥٠٦.
(٣) عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٣٤ ب ٣٧ ح ٤.
(٤) سورة المائدة : الآية ٣.
(٥) كنز الدقائق : ج ٤ ص ٣٢.
(٦) سورة القصص : الآية ٦٨.