وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ (١)
____________________________________
(١) ـ عظم الشيء عِظَماً : أي كَبُر (١).
أي أنّ بوالاتكم عظمت النعمة علينا ، ونلنا النعمة الكبيرة.
فأهل البيت عليهم السلام هم رحمة الله على خلقه ، وولايتهم هي السعادة الكبرى والنعمة العظمى على خليقته ، وبها كملت وعظمت النعمة على عباده.
كما قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٢).
وتعرف قيمة هذه النعمة العظمى إذا تدبّرت فيها ، وعرفت أنّ وجودها يوجب قبول أعمال الإنسان ثمّ الفوز بالجنان ، وأنّ فقدانها يوجب الخسارة والنيران ، فأي نعمة هي أعظم من نعمة الولاية التي توجب سعادة الدنيا والبرزخ والآخرة ، وتدفع الشقاء والعناء.
ويكفيك في المقام ملاحظة الأحاديث المباركة التي تبيّن قيمة هذه النعمة القيّمة مثل :
١ ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله : «يا علي أبشر وبشّر فليس على شيعتك كرب عند الموت ن ولا وحشة في القبور ، ولا حزن يوم النشور» (٣).
٢ ـ حديث الإمام الصادق عليه السلام [قال الراوي :] خرجت أنا وأبي ذات يوم فإذا هو باُناس من أصحابنا بين المنبر والقبر فسلّم عليهم ثمّ قال :
أما والله إنّي لاُحبّ ريحكم وأرواحكم ، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، من ائتمّ بعبدٍ فليعمل بعمله.
أنتم شيعة آل محمّد صلى الله عليه وآله وأنتم شُرَطُ الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأوّلون ، والسابقون الآخرون في الدنيا ، والسابقون في الآخرة إلى الجنّة.
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٥٢٧.
(٢) سورة المائدة : الآية ٣.
(٣) تفسير فرات الكوفي : ص ٣٤٨ ح ٤٧٥.