.........................................
____________________________________
والزمخشري ، والخوارزمي ، والرازي ، وابن الأثير ، والشافعي ن والكنجي ، والبيضاوي ، والنسفي ، والحمويني ، وابن كثير ، والهيثمي ، والسيوطي ، وغيرهم ممّا تلاحظ كلامهم ومصادرهم في الإحقاق (١).
وهذه المودّة الواجبة خصوصية خاصّة لقربى رسول الله صلى الله عليه وآله.
ففي حديث الريّان بن الصلت ، عن الإمام الرضا عليه السلام : «وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً لأنّ الله عزّ وجلّ يوفيه أجر الأنبياء.
ومحمّد صلى الله عليه وآله فرض الله عزّ وجلّ مودّة قرابته على اُمّته ، وأمره أن يجعل أجره فيهم ، لودّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عزّ وجلّ لهم ، فإنّ المودّة إنّما تكون على قدر معرفة الفضل.
فهذه المودّة لا يأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً إلاّ استوجب الجنّة لقول الله عزّ وجلّ في هذه الآية : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) (٢) مفسّراً ومبيّناً» (٣).
واعلم أنّ النجاة والاتّصال بالله تعالى إنّما يكون بمودّتهم دون غيرهم.
ففي حديث الثمالي ، عن الإمام الباقر عليه السلام : «إنّ الله تبارك وتعالى طهّر أهل بيت نبيّه ، وجعل لهم أجر المودّة ، وأجرى لهم الولاية ، وجعلهم أوصياءه وأحبّاءه وأئمّته في اُمّته من بعده.
فاعتبروا أيّها الناس وتفكّروا فيما قلت ، حيث وضع الله عزّ وجلّ ولايته وطاعته ومودّته واستنباط علمه وحجّته ، فإيّاه فتعلّموا [فتقبّلوه] ، وبه فاستمسكوا تنجوا ،
__________________
(١) إحقاق الحقّ : ج ٣ ص ٢ ـ ١٩.
(٢) سورة الشورى : الآية ٢٢ ـ ٢٣.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٢٦ ب ٦ ح ٢٠.