وَالْجاهُ الْعَظيمُ (١) وَالشَّأنُ الْكَرِيمُ (٢)
____________________________________
(١) ـ الجاه : هو القدر والمنزلة ، يقال : فلان ذو جاه أي ذو قدر ومنزلة.
والمعنى : أنّ لكم أهل البيت القدر العظيم والمنزلة العظيمة عند الله عزّ وجلّ.
وأىّ قدر ومنزلة أعظم من قدرهم ومنزلتهم ، ولو لا هم ما خلق الله تعالى السماوات والأرض ، كما يدلّ عليه حديث الكساء الشريف وقد تقدّم.
(٢) ـ الشأن : هو الأمر والحال.
أي ولكم الشأن الكبير عند الله عزّ وجلّ. وفي العيون «والشأن الرفيع».
وما أعظم وأكبر وأرفع شأنهم وقد منحهم الله أعظم سمات الشرافة والكرامة في الدنيا والآخرة
وكلّ شأن من شؤونهم لا يدانيه أحد ، ويكفيك شأن واحد لأبي الأئمّة أمير المؤمنين عليه السلام وهو كونه صاحب لواء الرسول في الدنيا وصاحب لواء الحمد في الآخرة.
ففي حديث ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي جبرئيل مع ما أنت فيه من الفرح! ما منزلة أخي وابن عمّي علي بن أبي طالب عند ربّه؟
فقال : والذي بعثك بالنبوّة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلاّ لهذا ، يا محمّد الله العلي الأعلى يقرأ عليكما السلام وقال : محمّد نبيّ رحمتي ، وعلي مقيم حجّتي ، لا اُعذّب من والاه وإن عصاني ، ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني.
قال : ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقّة ، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنا على كرسيّ من كراسي الرضوان ، فوق منبر من منابر القدس ، فآخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب.
فوثب عمر بن الخطّاب فقال : يا رسول الله وكيف يطيق على حمل اللواء وقد