وَكُنْتُمْ شُفَعائى (١) فَاِنّي لَكُمْ مُطيعٌ (٢) مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ (٣)
____________________________________
(١) ـ أي اُقسم عليكم أيضاً أن تكونوا شفعائي إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وهو مقام الاستشفاع والشفاعة ، وقد تقدّم بيانهما في فقرتي : «مستشفع إلى الله عزّ وجلّ بكم» و«شفعاء دار البقاء».
(٢) ـ بيانٌ بأنّ هذا الطلب منهم عليهم السلام إنّما هو مع الموالاة لهم التي توجب أمل القبول منهم ببركة ولايتهم ومحبّتهم.
فإنّي لكم مطيع ، أي مطيع في الجملة وإن صدرت منّي المخالفة أحياناً ، وسوّلت لي نفسي الخطيئة تسويلاً.
أو بمعنى إنّي مقرّ معتقد بوجوب طاعتكم كما احتمله بعض الأعاظم.
(٣) ـ هذا وجه إطاعتهم ، واعتقاد وجوب طاعتهم وموالاتهم.
أي إنّي لكم مطيع لأنّ الله تعالى أمر بطاعتكم ، وأوجب علينا متابعتكم.
فإطاعتكم في الحقيقة إطاعة الله تعالى ، ومعصيتكم معصية الله عزّ وجلّ.
وأنتم القربى الذين أمر الله بمودّتكم وجعلكم الحجّة على خلقه ، فمحبّتكم محبّة الله ، والبغض لكم بغض الله تعالى شأنه.
فأهل البيت عليهم السلام هم المظاهر الربّانية لطاعة الله وعصيانه ، وحبّه وبغضه ، ومتابعته والمخالفة معه.
وقد تقدّم بيان ذلك ودليله من الكتاب الكريم وروايات الحجج المعصومين عليهم السلام في الفقرات المتقدّمة :
من قوله : «من والاكم فقد والى الله».
إلى قوله : «ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله».