.........................................
____________________________________
فأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين بأنفسهم من نعم الله عزّ وجلّ ، بل هم من أعاظم النعم.
كما أنّ بيُمنهم تدبّر النعمة لنا ، وببركتهم تحصل سعادتنا وفوزنا ، وبجودهم تنال الدرجات الرفيعة والمقامات المنيعة.
فيكونون أولياء النعم الفاخرة ، وأصحاب الجود والكرم لجميع الموجودات في الدنيا والآخرة.
وتلاحظ هذه الجهات بوضوح في الأحاديث الشريفة كحديث الكساء الشريف المتقدّم.
وحديث مروان بن صباح قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «إنّ الله خلقنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المسبوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عُشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولو لا نحن ما عبد الله» (١).
وحديث الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله : ما بال أقوام غيّروا سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيّة؟ لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب ، ثمّ تلا هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ) (٢) ثمّ قال : نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة (٣).
وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٤).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ١٤٤ ح ٥.
(٢) سورة إبراهيم : الآية ٢٨ و ٢٩.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢١٧ ح ١.
(٤) سورة التكاثر : الآية ٨.