.........................................
____________________________________
قال : صدقت ، فما العاشرة؟
قال : أن جعلنا سبحانه ذكراناً قوّاماً على حلائلنا لا إناثاً.
قال : صدقت ، فما بعدها؟
قال : كثرت نعم الله ، يا نبيّ الله ، فطابت وتلا : (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (١).
فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : ليهنئك الحكمة ، ليهنئك العلم ، يا أبا الحسن. فأنت وارث علمي والمبيّن لاُمّتي ما اختلفت فيه من بعدي.
من أحبّك لدينك وأخذ بسبيلك ، فهو ممّن هُدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هواك وأبغضك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له (٢).
وحديث جابر قال : قرأ رجل عند أبي جعفر عليه السلام (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً).
قالك : أمّا النعمة الظاهرة فهو النبي صلى الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله عزّ وجلّ وتوحيده.
وأمّا النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودّتنا ، فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة ، واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوا باطنة ، فأنزل الله (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ) (٣) ففرح رسول الله عند نزولها إذ لم يتقبّل الله تعالى إيمانهم إلاّ بعقد ولايتنا ومحبّتنا» (٤).
__________________
(١) سورة إبراهيم : الآية ٣٤ وسورة النحل : الآية ١٨.
(٢) كنز الدقائق : ج ١٠ ص ٢٦٢.
(٣) سورة المائدة : الآية ٤١.
(٤) تفسير القمّي : ج ٢ ص ١٦٥.