ذلك إلى خمسة وعشرين » (١).
وفي اخرى مرويّة عن قرب الاسناد كذلك ، إلاّ أنّه زيد فيها : « وحريم البئر المحدثة خمسة وعشرون ذراعاً » (٢).
ولاختلاف هذه الأخبار قيل : بأنّ الحريم في البئر مطلقاً ما يحتاج إليه في الانتفاع المقصود منها ؛ جمعاً بينها (٣). واستظهره بعض متأخّر متأخّرين أصحابنا (٤).
وفيه ما لا يخفى ؛ لفساد الجمع أولاً بعدم التكافؤ أصلاً لاعتضاد المفصِّلَين بالشهرة العظيمة التي كادت تكون إجماعاً. ويشعر به عبارة التنقيح (٥) ولو ضعيفاً حيث نسب المختار إلى الأصحاب كافّةً بعد أن ادّعى عليه أوّلاً الشهرة ، فلا يقاومهما باقي الروايات ولو كانت جُمَع صحيحة ، مع أنّ أكثرها ضعيفة. وثانياً بعدم وضوح الشاهد عليه من نصّ ولا أمارة.
فهذا القول ضعيف غايته ، كمختار الإسكافي (٦) من أنّ حريم بئر الناضح قدر عمقها ممرّ الناضح ؛ لعدم وضوح مأخذه ، فلا يصحّ حمل رواية الستّين عليه ، كما احتمله ونفى عنه البأس في المختلف (٧).
( و ) حريم ( العين ) والقناة ( ألف ذراع في ) الأرض ( الرخوة ،
__________________
(١) الكافي ٥ : ٢٩٦ / ذيل حديث ٥ ، التهذيب ٧ : ١٤٦ / ٦٤٦ ، الوسائل ٢٥ : ٤٢٥ أبواب إحياء الموات ب ١١ ح ٢.
(٢) قرب الاسناد : ٥٣ / ١٧٢ ، ولم نعثر على الزيادة فيه ، الوسائل ٢٥ : ٤٢٧ أبواب إحياء الموات ب ١١ ح ٩.
(٣) روضة الطالبين ٤ : ٣٤٩ ٣٥٠.
(٤) المفاتيح ٣ : ٣٠.
(٥) التنقيح الرائع ٤ : ١٠٠.
(٦) حكاه عنه في المختلف : ٤٧٤.
(٧) المختلف : ٤٧٤.