والشواهد المتقدّمة ، وحينئذٍ فيكونان متضمّنين للأربعة جميعاً ولو بضميمة ، فتأمّل جدّاً.
ولئن سلّمنا عدم تضمّنهما إلاّ للثلاثة ، وتضمّنهما ما لا يقول به أحد من الطائفة ، نقول : لا يوجب ذلك خروجهما عن الحجية بعد ما تمهّد في محلّه ومرّ غير مرّة من عدم اشتراط تطابق كلّ من الأدلّة الشرعية للمدّعى كلّيّةً ، وأنّه يثبت بعضه ببعضها وآخر بباقيها ، وعدم قدح تضمّن الخبر لما لا يعمل به في حجيته.
وبهذا يمكن الذبّ عن الاختلاف فيما عدا الصحيحين ؛ لأنّه إنّما هو يتضمّن بعضه بعضاً من الأربعة وآخر منه ما لا يقول به أحد من الطائفة ؛ لاندفاع الأوّل بثبوت ما لم يتضمّنه من باقي الأربعة بحجة اخرى خارجة من إجماع أو رواية ، والثاني بأنّه من قبيل العام المخصّص ، فيكون في الباقي حجّة.
وبهذا يمكن أن يقال بوجود رواية متضمّنة لمجموع الأربعة ، وهي الصحيحة الثالثة ، وغايتها تضمّنها الكتب والرحل والراحلة زيادة على الأربعة ، وهو غير ضائر ؛ لما عرفته من عدم خروجها بذلك عن الحجية.
هذا على تقدير عدم القول بهذه الثلاثة.
وأمّا على القول بها أيضاً كما هو ظاهر الفقيه (١) حيث رواها فيه ، مع التزامه أن لا يروي فيه إلاّ ما يعمل به فلا إشكال من أصله.
ولا بعد في المصير إليه بعد صحة مستنده ، لولا ما في صريح الروضة وظاهر غيرها (٢) من إعراض الأصحاب عنها واقتصارهم على الأربعة ، مؤذناً
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٥١.
(٢) الروضة ٨ : ١١٠ ؛ وانظر التنقيح ٤ : ١٦٨.