أبداً؟ وكيف يرث حيث يرث ، ويسقط حيث يسقط؟ بل الجدّ مع الإخوة بمنزلة واحد منهم ، فأمّا أن يكون أبداً بمنزلتهم يرث حيث يرث ويسقط حيث يسقط الأخ فلا (١) ، إلى آخر ما ذكره وأطال في ردّه وتضعيف مستنده.
ومن هنا يظهر وجه ثالث لفساد الاستدلال بها لجميع تلك الأقوال ، فإنّ منها قول الصدوق ، وهو كما ترى يأبى مناط الاستدلال وينكره غاية الإنكار.
ويشهد له في إنكاره مضافاً إلى الأصل ، مع اختصاص أكثر تلك النصوص المثبتة للمنزلة مع الإخوة خاصّة ، كما مرّ إليه الإشارة تقييد جملة منها لها بما إذا اجتمع الجدّ مع الكلالة ، كالصحيحين : « إنّ الجدّ مع الإخوة من الأب يصير مثل واحد من الإخوة ما بلغوا » (٢).
ونحوهما المرسل المروي عن العماني : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أملى على أمير المؤمنين عليهالسلام في صحيفة الفرائض : « أنّ الجدّ مع الإخوة ، يرث حيث ترث الإخوة ، ويسقط حيث تسقط ، وكذلك الجدّة أُخت مع الأخوات ، ترث حيث يرثن ، وتسقط حيث يسقطن » (٣).
ولو لا اختصاص المنزلة بصورة الاجتماع مع الكلالة لما كان للتقييد بقوله : « مع الإخوة » فائدة ، بل كان ينبغي أن يقال : إنّ الجدّ مثل واحد من
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٠٨ / ذيل الحديث ٧٠٥.
(٢) الأوّل في : الفقيه ٤ : ٢٠٦ / ٦٩٣ ، الوسائل ٢٦ : ١٦٤ أبواب ميراث الاخوة والأجداد ب ٦ ح ٤.
والثاني في : الكافي ٧ : ١٠٩ / ٢ ، التهذيب ٩ : ٣٠٣ / ١٠٨١ ، الإستبصار ٤ : ١٥٥ / ٥٨٣ ، الوسائل ٢٦ : ١٦٥ أبواب ميراث الاخوة والأجداد ب ٦ ح ٩.
(٣) الوسائل ٢٦ : ١٧٠ أبواب ميراث الأخوة والأجداد ب ٦ ح ٢٢.