فيها مثبتاً (١). قال في وجه الاستدلال بها : وهو غير محمول على الجدّ للأب ؛ لأنّ النص أنّه إذا كان مع إخوة كان كأحدهم (٢). انتهى.
وهو ضعيف جدّاً ، أوّلاً : بضعف السند باشتراك الراوي ، وثانياً : بما ذكره في الجواب عنها من أنّ حديثنا أي الموثق المتقدّم صريح ، مع اعتضاده بما تقدّم ، أي من العمومات وعمل الأصحاب ، وأنّ الشيخ حملها على التقية (٣) ، فإنّه يشمل الجدّ مطلقاً ، وهو غير مذهبنا.
أقول : ويحتمل حملها أيضاً على الطعمة على بعض الوجوه.
وربما انتصر لهم بعض أفاضل المعاصرين وغيره بما سيأتي من الأخبار المنزّلة للأجداد منزلة الإخوة ، ومقتضاه ما ذكروه ؛ لأنّ الواحد من كلالة الأُمّ نصيبه السدس ، فليكن أيضاً نصيب الجدّ المنزّل منزلته ؛ عملاً بعموم المنزلة.
وفيه أوّلاً : أنّه لا دلالة فيها على أزيد من تنزيل الجدّ للأب منزلة الإخوة والأخوات له ، وهو لا يستلزم تنزيل الجدّ للأُمّ منزلة كلالتها ، ولا يتم الاستدلال على هذا التقدير قطعاً.
وثانياً : أنّه على تقدير تسليم ذلك غايتها إثبات المنزلة لهم إذا كانوا مع الكلالة ، لا مطلقا ، ونبّه على هذا الصدوق في الفقيه ، فقال في جملة كلام له في الردّ على الفضل فيما قال به من أنّ الجدّ بمنزلة الأخ أبداً ، يرث حيث يرث ، ويسقط حيث يسقط ما لفظه : فكيف يكون الجدّ بمنزلة الأخ
__________________
(١) التهذيب ٩ : ٣٠٦ / ١٠٩٥ ، الإستبصار ٤ : ١٥٨ / ٥٩٧ ، الوسائل ٢٦ : ١٧٠ أبواب ميراث الاخوة والأجداد ٦ ح ٢١.
(٢) غاية المراد ٣ : ٥٦٤.
(٣) التهذيب ٩ : ٣٠٦.