عدا الإسكافي وقد وقف على قائله ولم نقف عليه ، كالقول بالتفصيل الذي حكاه.
وكيف كان فالقول بالتفصيل بقسميه على تقديرهما ضعيف جدّاً كسابقهما ؛ لعدم وضوح مأخذهما عدا ما في الفقيه قد مضى ، وهو كما ترى ؛ لعدم التعارض بين الخبر الذي قيّده والذي استشهد به لتقييده ؛ إذ غايته اشتراط الاتّحاد في الحيوان وهو لا ينافي اشتراطه في غيره كما هو مقتضى الخبر الأوّل المفيد بعمومه ، بل بصريحه ؛ لأنّه المرسل المتقدّم المصرّح بثبوت الشفعة في كلّ شيء حتّى الحيوان (١) ، ونحوه الرضوي الماضي (٢) إلاّ بالمفهوم الضعيف الذي لعلّه لا يقول به.
ثمّ على تقدير حجّيته لا يمكن التقييد به أيضاً ؛ لما مضى من عدم التكافؤ أصلاً.
ومقتضاه رفع اليد عن نحو هذا الخبر كغيره من الأخبار المتقدّمة المطلقة ، سيّما مع ما عرفت من قوّة احتمال ورودها للتقية.
ويحتمل أيضاً محامل أُخر ذكرها الجماعة (٣) ، كحمل لفظ الجمع فيها على الاثنين ولو مجازاً ، أو على إرادة تعميم الحكم بالنسبة إلى المكلّفين ، لا بالنسبة إلى قضيّة واحدة اشترك فيها جماعة. وهما وإن بعدا إلاّ أنّه لا بأس بهما جمعاً ، وهو أحسن من الطرح مهما أمكن وأولى.
وبالجملة لا ريب ولا شبهة في المسألة بحمد الله تعالى.
( و ) اعلم أنّه لا خلاف على الظاهر المصرّح به في شرح الإرشاد (٤)
__________________
(١) راجع ص : ٥٤.
(٢) في ص : ٧٠.
(٣) انظر الانتصار : ٢١٧ ، والاستبصار ٣ : ١١٧ ، والمسالك ٢ : ٢٧٢.
(٤) مجمع الفائدة والبرهان ٩ : ٢٠.