ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ)(١) يعنى : ففى جنّته (٢) ، نظيرها فى سورة النّساء : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ)(٣) يعنى : فى الجنّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الجاثية : (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ)(٤) يعنى : جنّته (٥) ؛ وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ)(٦) يرجون رحمته يعنى : جنّته ؛ وكقوله تعالى : (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ)(٧) يعنى : جنّته ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي)(٨) يعنى : جنّتى.
والوجه الثّالث ؛ الرّحمة يعنى : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)(٩) يعنى : المطر / ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم :
__________________
(١) الآية ١٠٧.
(٢) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٥)
(٣) الآية ١٧٥.
(٤) الآية ٣٠.
(٥) فى ل : «الجنة».
(٦) الآية ٥٧. وتسمى سورة الإسراء.
(٧) سورة البقرة ٢١٨.
(٨) الآية ٢٣.
(٩) الآية ٥٧. وفى الأصل المخطوط : (.. نشرا بين يدى رحمته). وفى (الدانى : ١١٠) «نشرا» بضم النون وإسكان الشين هى قراءة ابن عامر ؛ وقرأ حمزة والكسائى : «نشرا» بالنون مفتوحة وإسكان الشين ؛ وقرأ عاصم : «بشرا» بالباء مضمومة وإسكان الشين ؛ والباقون : بالنون مضمومة وضم الشين» وبنحوه فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢١٧) و (تفسير الطبرى ١٢ : ٤٩١) وفيه : «والرحمة هنا : المطر». وكذا فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠).