والوجه الثانى ؛ السّبيل يعنى : البلاغ ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١) يعنى : بلاغا (٢).
والوجه الثالث ؛ السّبيل : المخرج ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(٣) يعنى : مخرجا ؛ «(٤) وقال تعالى فى سورة الفرقان (٥) مثل ذلك ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)(٦) يعنى : مخرجا (٧)» من الحبس (٨).
والوجه الرابع ؛ السّبيل : المسلك ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً)(٩) يعنى : وبئس المسلك (١٠) ؛ نظيرها فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)(١١) يعنى : وبئس المسلك.
والوجه الخامس ؛ السّبيل : العلل ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ) إلى قوله : (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(١٢) يعنى : عللا (١٣).
__________________
(١) الآية ٩٧.
(٢) «سبيلا : قيل : الزاد والراحلة والصحة» كما فى (تفسير الطبرى ٧ : ٣٧) ، و (تفسير القرطبى ٤ : ١٤٧).
(٣) الآية ٤٨ وتسمى سورة الإسراء.
(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٥) كما فى الآية ٩.
(٦) الآية ١٥.
(٧) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٨) وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٠١) «مخرجا وطريقا» ، وفى (تفسير القرطبى ٥ : ٨٤) «هذا الإمساك والحبس فى البيوت كان فى صدر الإسلام قبل أن يكثر الجناة ، فلما كثروا وخشى قوتهم اتخذ لهم سجن ، قاله ابن العربى».
(٩) الآية ٢٢.
(١٠) كما فى (تنوير المقباس ١ : ٢٤٦ بهامش الدر المنثور) ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٠٣).
(١١) الآية ٣٢ ؛ وتسمى سورة الإسراء.
(١٢) الآية ٣٤.
(١٣) فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٧) «أى : فأزيلوا عنهن التعرض بالأذى ، والتوبيخ والتجنى ، وتوبوا عليهن ، واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن بعد رجوعهن إلى الطاعة والانقياد ، وترك النشوز» وبنحوه فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٦٥) ، و (تفسير القرطبى ٥ : ١٧٣).