والوجه الثانى ؛ الأمر يعنى : القول ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الكهف : (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ)(١) يعنى : قولهم بينهم (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة طه : (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى)(٣) يعنى : قولهم.
والوجه الثّالث ؛ الأمر يعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ)(٤) يعنى : «لمّا» (٥) وجب العذاب.
والوجه الرابع ؛ «الأمر» (٦) يعنى به : عيسى ابن مريم ـ عليهالسلام ـ ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً) يعنى : خلق عيسى (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٧) ؛ نظيرها فى سورة البقرة : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً) يعنى : عيسى فى علمه أنّه يكون من غير أب (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٨).
والوجه الخامس ؛ الأمر يعنى : القتل ببدر ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» :
__________________
(١) الآية ٢١.
(٢) فى م : «قولهم فيما بينهم». كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل الورقة ١٢٧) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) و (كليات أبى البقاء : ٧١) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٦٩). فكان بعضهم يقول : تبعث الأرواح دون الأجساد ، وبعضهم يقول : تبعث الأجساد مع الأرواح» ، وراجع : (تفسير الطبرى ١٥ : ٤٩) ، و (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٢٤) و (تنوير المقباس : ١٨٤) و (اللسان : مادة : أ. م. ر).
(٣) الآية ٦٢.
(٤) الآية ٢٢.
(٥) الإثبات عن م. وذلك المعنى فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة ١٢٨). وفى : (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٣٨) «لما أدخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النّار النّار واستقرّ بكلّ فريق قرارهم». ونظيره فى (الكشاف للزمخشرى : ١ : ٤١٦) و (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٦ ، ١١ : ١٠٥) و (تنوير المقباس ١٦٠).
(٦) الإثبات عن م.
(٧) الآية / ٣٥.
(٨) الآية ١١٧. «أى إذا أراد أن يخلق ولدا بلا أب مثل المسيح ، فإنما يقول له كن فيكون. ولدا بلا أب ، كآدم كان بلا أب وأم» (تنوير المقباس : ١٣) وانظر : (تفسير الطبرى ٢ : ٥٥٠) و (الوسيط للواحدى : ١ : ١٨ بتحقيقنا) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٢٩) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٣).