والملكانيّة (١) ؛ قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ)(٢) يعنى : فى الدّين ، فتحزّبوا فى عيسى ـ عليهالسلام ـ فقالت النّسطوريّة : عيسى ابن الله ، وقالت اليعقوبيّة (٣) : (إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)(٤) ، وقالت الملكانيّة : (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ)(٥) قالوا : الله «إله» (٦) ، وعيسى «إله» (٧) ومريم «إله» (٨). نظيرها فى سورة الزّخرف (٩).
والوجه الثّالث ؛ الأحزاب يعنى : كفّار قوم «نوح» (١٠) ، وعاد ، وثمود ؛ قوله تعالى «فى سورة ص» (١١) : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ...) ، إلى قوله تعالى : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ)(١٢) ؛ وقال تعالى : (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ* مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ ...)(١٣) الآية. يعنى : مثل عذاب الأمم الخالية.
__________________
(١) الملكانية : هم أتباع ملكان الذى ظهر ببلاد الروم ؛ ومعتقدهم أن جزءا من اللّاهوت حلّ فى الناسوت ذاهبين إلى أن الكلمة : وهى أقنوم العلم عندهم اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ومازجته ممازجة الخمر [اللبن] أو الماء اللبن ؛ ولا يسمون العلم قبل تدرّعه ابنا ، بل المسيح وما تدرع به هو الابن ؛ ويقولون : إن الجوهر غير الأقانيم كما فى الموصوف والصفة ، مصرّحين بالتثليث ، قائلين بأن كلّا من الأب والابن وروح القدس إله ، وإليهم وقعت الإشارة بقوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) (صبح الأعشى ـ القلقشندى ١٣ : ٢٧٦) وانظر (كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم ١ : ٤٨ ـ ٦٥) و (الملل والنحل للشهرستانى ١ : ٦٢ ـ ٧٠).
(٢) سورة مريم / ٣٧.
(٣) فى م : «وقال المار يعقوبية».
(٤) سورة المائدة / ١٧.
(٥) سورة المائدة / ٧٣.
(٦) الإثبات عن م ، و «الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).
(٧) الإثبات عن م ، و «الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).
(٨) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) «فاختلف الأحزاب ... : بمعنى كفار أهل الكتاب ، وهم النسطورية ، والعقوبية ، والملكانية. فقالت النسطورية ...» ، وجاء بنحوه عن قتادة فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٠٨) ، ولعله يشير بذلك إلى قولهم : بأن كلّا من الأب والابن وروح القدس إله ـ تعالى الله عن قولهم.
(٩) كما فى الآية ٦٥.
(١٠) الإثبات عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) بمعنى كفار قوم نوح ، وقوم نمرود ، وقوم عاد ، وفرعون ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة يعنى : شعيب وهود ؛ قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) ... إلى قوله تعالى (أُولئِكَ الْأَحْزابُ).
(١١) الإثبات عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) بمعنى كفار قوم نوح ، وقوم نمرود ، وقوم عاد ، وفرعون ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة يعنى : شعيب وهود ؛ قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) ... إلى قوله تعالى (أُولئِكَ الْأَحْزابُ).
(١٢) الآيتان ١٢ ، ١٣.
(١٣) سورة غافر / ٣٠ ، ٣١.