والوجه الرّابع ؛ الأحزاب يعنى : أبا سفيان فى قبائل من العرب واليهود ، «وأنّهم» (١) تحزّبوا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يوم الخندق ، «فقاتلوه» (٢) فى ثلاثة أماكن ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)(٣) يعنى : فوق الوادى من قبل المشرق ، يعنى : مالك بن عوف (٤) ، وعيينة بن حصن الفزارىّ / ، ومعهما ألف من غطفان ؛ ومع طلحة بن خويلد من بنى أسد. وحيىّ بن أخطب اليهودىّ ، فى يهود بنى قريظة ، (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ، من «بطن» (٥) الوادى من قبل المغرب. وجاء أبو سفيان بن حرب فى أهل مكّة معه يريد «أبىّ» (٦) بن خلف على قريش من أسفل الوادى ؛ وجاء أبو الأعور السّلمىّ من قبل الخندق ، وتحزّبوا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم الذين نزّل الله (٧) تعالى فيهم : (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا)(٨) يعنى : هؤلاء.
* * *
__________________
(١) الإثبات عن م.
(٢) فى ل : «فقاتلوا» وما أثبتّ عن م.
(٣) الآية العاشرة.
(٤) «مالك بن عوف النّصرى : هو من نصر بن معاوية بن أبى بكر بن هوازن. وكان رئيس المشركين «يوم حنين» ثم أسلم ، واستعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قومه ، وأعطاه مائة من الإبل ، وكان من المؤلفة قلوبهم ...» (المعارف لابن قتيبة : ٣١٥).
(٥) الإثبات عن م.
(٦) الإثبات عن م.
(٧) فى م : «يقول الله عزوجل».
(٨) سورة الأحزاب / ٢٠. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) «بمعنى القبيلة أبى سفيان ـ يوم الخندق ـ وهو قوله تعالى : (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) يعنى : أبا سفيان وقبيلته». و «الأحزاب : هم الذين تحزّبوا على النبى صلىاللهعليهوسلم يوم الخندق ، وهم قريش وغطفان ، وبنو غطفان ، وبنو النضير من اليهود» (التعريف والإعلام للسهيلى : ١٤٢).