عليّ أخيك هذا ، دعواك الأباطيل وإغراؤك قومنا بنا؟ (١).
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، ولكنّ الله عزوجل قد أذن لنبيّه أن يدعو بالأموال التي تختانونها (٢) من هؤلاء الضعفاء ومن يليهم فيحضرها ها هنا بين يديه وكذلك يدعو حساباتكم فيحضرها لديه ، ثم يدعو من واطأتموه على اقتطاع أموال الضعفاء فينطق باقتطاعهم جوارحهم ، وكذلك ينطق باقتطاعكم جوارحكم.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا ملائكة ربّي ، أحضروني أصناف الأموال التي اقتطعها هؤلاء الظالمون لعوامّهم ، فإذا الدراهم في الأكياس ، والدنانير والثياب والحيوانات وأصناف الأموال منحدرة عليهم سرحا (٣) حتى استقرّت بين أيديهم.
ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : آتوا بحسابات هؤلاء الظالمين الذين خالطوا بها هؤلاء الفقراء ، فإذا الأدراج (٤) تنزل عليهم ، فلمّا استقرّت على الأرض ، قال : خذوها ، فأخذوها فقرءوا فيها : نصيب كلّ قوم كذا وكذا.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا ملائكة ربّي ، اكتبوا تحت اسم كلّ واحد من هؤلاء ما سرقوا منه وبيّنوه ، فظهرت كتابة بيّنة : لا بل نصيب كلّ واحد كذا وكذا ، فإذا إنّهم قد خانوهم عشرة أمثال ما دفعوا إليهم.
ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا ملائكة ربّي ، ميّزوا من هذه الأموال الحاضرة
__________________
(١) أغرى الإنسان غيره بالشيء : حرّضه عليه. «المعجم الوسيط ـ غرا ـ ٢ : ٦٥١».
(٢) خان الشيء : نقصه. «المعجم الوسيط ـ خان ـ ١ : ٢٦٣». وقيل : خنتموها.
(٣) سرحا : أي سهلا سريعا. «لسان العرب ـ سرح ـ ٢ : ٤٧٩» ، وقيل : من حالق ، أي من مكان مشرف. «الصحاح ـ حلق ـ ٤ : ١٤٦٣».
(٤) الدّرج : وهو الذي يكتب فيه. «الصحاح ـ درج ـ ١ : ٣١٤».