ومن عدا الخوارج ، والغلاة ، والنواصب ، والمجسّمة من المسلمين ،
______________________________________________________
عليهمالسلام : « أن المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا » (١) الحديث ، قال : والمسوخ جميعها لم تبق أكثر من ثلاثة أيام ثم ماتت ، ولم تتوالد ، وهذه الحيوانات على صورها سميت مسوخا استعارة.
وقد اختلف الأصحاب في طهارتها ، فقال الشيخ : إنها نجسة (٢) ، محتجا بالمنع من بيعها ، ولا مقتضي له إلا النجاسة ، واحتج على الأولى بما روي من النهي عن بيع القرد (٣) ، والمنع متوجه الى المقدمتين ، والرواية ضعيفة السند.
قوله : ( ومن عدا الخوارج ، والغلاة ، والنواصب ، والمجسمة ).
المراد بالخوارج : أهل النهروان ومن دان بمقالتهم.
والغلاة جمع غال : وهم الذين زادوا في الأئمة عليهمالسلام فاعتقدوا فيهم أو في أحد منهم أنه آله ، ونحو ذلك.
والنواصب جمع ناصب : وهم الذين ينصبون العداوة لأهل البيت عليهمالسلام ، ولو نصبوا لشيعتهم لأنهم يدينون بحبهم فكذلك.
وأمّا المجسمة فقسمان : بالحقيقة ، وهم الذين يقولون : إن الله تعالى جسم كالأجسام ، والمجسمة بالتسمية المجرّدة ، وهم القائلون بأنه جسم لا كالأجسام ، وربما تردد بعضهم في نجاسة القسم الثاني ، والأصح نجاسة الجميع.
إذا تقرر ذلك ، فنجاسة هؤلاء الفرق الأربع لا كلام فيها ، إنما الخلاف في نجاسة كل من خالف أهل الحق مطلقا ـ كما يقوله المرتضى (٤) ـ أو نجاسة المجبرة من أهل الخلاف ـ وهو قول الشيخ (٥) ـ والقولان ضعيفان.
واعلم أن حكم المصنف بطهارة من عدا الفرق الأربع من المسلمين مشكل ، فإن من أنكر شيئا من ضروريات الدين ، ولم يكن أحد هؤلاء لا ريب في نجاسته.
__________________
(١) علل الشرائع : ٤٨٧ حديث ٤ ، الخصال : ٤٩٣ حديث ١.
(٢) المبسوط ٢ : ١٦٦ ، الخلاف ٢ : ٤٩ مسألة ٣٠٥ ، ٣٠٧ كتاب البيوع.
(٣) الكافي : ٥ : ٢٢٧ حديث ٧ ، التهذيب ٧ : ١٣٤ حديث ٥٩٤.
(٤) الانتصار : ١٠.
(٥) المبسوط ١ : ١٤.