ودعا بدعاء المستضعفين ان كان منهم ، وسأل الله أن يحشره مع من يتولاه إن جهله ،
______________________________________________________
ويظهر الإسلام كذلك ، لأن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صلى على عبد الله بن أبيّ فلعنه (١). وينبغي أن لا يكون الدّعاء على هذا القسم واجبا ، لأن التكبير عليه أربع ، فبالرّابعة تنتهي الصّلاة.
قوله : ( ودعا بدعاء المستضعفين إن كان منهم ).
حدّ ابن إدريس المستضعف في باب الأسآر بمن لا يعرف اختلاف النّاس في المذاهب ، ولا يبغض أهل الحق على اعتقادهم (٢) ، وعرّفه في الذّكرى بأنه الّذي لا يعرف الحق ، ولا يعاند فيه ، ولا يوالي أحدا بعينه (٣) ، وحكي عن الغرية انّه الّذي يعرف بالولاء ويتوقف عن البراءة (٤) ، والتفسيرات متقاربة ، وإن كان تفسير ابن إدريس ألصق بالمقام ، فان العالم بالخلاف والدلائل إذا كان متوقفا لا يقال له : مستضعفا.
وما يقال من أنّ المستضعف : هو الّذي لا يعرف دلائل اعتقاد الحق وان أعتقده ، فليس بشيء ، إذ لا خلاف بين الأصحاب في أنّ من اعتقد معتقد الشّيعة الإماميّة مؤمن ، يعلم ذلك من كلامهم في الزّكاة والنّكاح والكفّارات. ودعاء المستضعفين : ( اللهم اغفر لِلَّذِينَ تابُوا ، وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) (٥) الى آخر الآيتين ، أو الآيات.
قوله : ( ويسأل الله أن يحشره مع من يتولاه إن جهله ).
أي : إن جهل إيمانه وضدّه ، لرواية ثابت أبي المقدام ، عن الباقر عليهالسلام أنّه قال : « اللهمّ إنّك خلقت هذه النّفوس » (٦) إلى آخر الدّعاء.
__________________
(١) الكافي ٣ : ١٨٨ حديث ١ ، التهذيب ٣ : ١٩٦ حديث ٤٥٢.
(٢) السرائر : ١٣.
(٣) الذكرى : ٥٩.
(٤) حكاه الشهيد في الذكرى : ٥٩.
(٥) غافر ٧ ـ ٩.
(٦) الكافي ٣ : ١٨٨ حديث ٦ ، التهذيب ٣ : ١٩٦ حديث ٤٥١.