ـ فإنْ كرهته ( خرجت إلى الله منه ) استبدلت به ، ولم تعذّب خلق الله عزّ وجلّ. ولا قوّة إلّا بالله.
[و] وأمّا حقّ الرحم
[٢١] فحقّ أُمّك :
ـ أنْ تعلم أنّها حملتْك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً ، وأطعمتْك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحدٌ أحداً ، وأنّها وقْتَك بـ ( سمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها ) وجميع جوارحها مُسْتبشرةً بذلك فَرِحةً ، موابلةً محتملةً لما فيه مكروهها وألَمها وثقلها وغَمّها ، حَتّى دفعتها عنك يدُ القدرة ، وأخرجتك إلى الأرض.
ـ فرضيت أن تشبَع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى ، وترويك وتظمأ ، وتظِلّك وتضحى ، وتُنعمك ببؤسها ، وتلذذك بالنوم بأرَقها ، وكانَ بطنُها لك وعاءً ، وحِجْرها لك حواءً ، وثديُها لك سقاءً ، ونفسُها لك وقاءً تباشر حَرّ الدنيا وبردها لك ودونك.
ـ فتشكرها على قدر ذلك فإنّك لا تطيق شكرها ولا تقدر عليه إلّا بعون الله وتوفيقه.
[٢٢] وأمّا حقّ أبيك :
ـ فتعلم أنّه أصلُك ، وأنّك فرعُه ، وأنّك لولاه لم تكن ، فمهما رأيتَ في نفسك ممّا يُعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه.
ـ فاحمد الله واشكره على قدر ذلك. ولا قوّة إلا بالله.
[٢٣] وأمّا حقّ ولدك :
ـ فتعلم أنّه منك ، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه.