يؤيّد الكراهة بالنسبة إلى ما عداه أيضا ما وقع في كلمات الأصحاب من تعليل كراهة الصلاة في تلك الأماكن [ بكونها ] (١) معذّبة وأرض خسف ؛ حيث يفهم منها استفادته من أخبار أهل البيت عليهمالسلام ، وكونها كذلك ممّا يناسب الكراهة ، وقد ورد في وادي ضجنان أنّه من أودية جهنّم.
ففي رواية علي بن المغيرة ـ المرويّة عن كتاب بصائر الدرجات ـ قال : قال أبو جعفر عليهالسلام في ضجنان وذكر حديثا يقول في آخره : «وإنّه ليقال : إنّه واد من أودية جهنّم» (٢).
وعن كتاب الخرائج والجرائح عن عليّ بن المغيرة ، قال : نزل أبو جعفر عليهالسلام وادي ضجنان ، فسمعناه يقول ثلاث مرّات : «لا غفر الله لك» فقال [ له ] أبي : لمن تقول؟ جعلت فداك ، قال : «مرّ بي الشامي ـ لعنه الله ـ يجرّ سلسلته التي في عنقه وقد دلع لسانه يسألني أن أستغفر له ، فقلت : لا غفر الله لك» (٣).
وعن عبد الملك القمّي عن أخيه قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «بينا أنا وأبي متوجّهين إلى مكّة فتقدّم أبي في موضع يقال له : ضجنان إذ جاءني رجل في عنقه سلسلة يجرّها ، فأقبل عليّ فقال : اسقني ، فسمعه أبي فصاح بي فقال :لا تسقه لا سقاه الله ، فإذا رجل يتبعه حتى جذب سلسلته وطرحه على وجهه في
__________________
(١) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطيّة والحجريّة : «كونها». والظاهر ما أثبتناه.
(٢) بصائر الدرجات : ٣٠٥ / ٣ ، الوسائل ، الباب ٢٣ من أبواب مكان المصلّي ، ح ١١.
(٣) الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٥ / ٢٤ ، وأورده عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢١٥ ، وما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.